منقـــــــــول للايضاح
هل هو الشيطان حقاً؟
لماذا لم يخطئ السكين قلبه؟، لماذا لم يصطدم بأحد أضلعه؟، لماذا قتلته؟.
إن أبشع شيء يمكنك أن تفعله هو أن تنهي بيديك حياة إنسان، أن تفني بيديك إنسان. تظن عند ذلك أنك لن تندم، ثم تكتشف - متأخرا ً- أن الندم هو كل ما تملكه. تظن عند ذلك أن لديك الأسباب الكافية لقتله، ولا تجد أياً منها بعد ذلك.
كنا أصدقاءاً قبل أن تدرك عقولنا معنى الصداقة. إن كان في حياتي يوم لم يشاركني فيه فإنني لا أذكره. كان هو القائد، وأتبعه أنا في كل شيء، كنت راضياً، بل مستمتعاً بذلك. لازلت أذكر جملة أبويَّ الشهيرة "هل استأذنت قائدك؟".هكذا كانت تسير الأمور حتى انتقلنا سوياً إلى نفس الكلية، في نفس المدينة، أصبحنا وحدنا نتشارك كل شيء؛ المسكن والمال والطعام.
في هذه الفترة تمتلك حريتك التي لا يقيدها إلا الحدود التي تضعها بنفسك، في هذه الفترة تتشكل شخصيتك التي ستلازمك فيما بقي من عمرك. كنت أراه يتغير في كل شيء، وأجد نفسي - كما تعودت – أتبعه. أجد نفسي في أماكن لا أنتمي إليها، أفعل أشياءاً لا أحبها، مع أشخاص لا أود أن أعرفهم. عندئذ تبدلت مشاعري تجاهه، وكأنني لتوي أدركت أني أكون معه بلا هوية، أفعل ما يفعل حتى لو كنت أكرهه، أعارضه وأنا متيقن أن الأمر سيؤول في النهاية إلى ما أراد.
عندما أتذكر هذه المشاعر الآن أدرك أنها كانت زائفة، أدرك أيضاً أن الشيطان بدأ عمله منذ ذلك الوقت البعيد. بدأت أخفي في نفسي ما لا أبديه، وأراه مبدٍ ما لم يخفيه. لا أراه إلا مسيطراً علي، مستخفاً بي. ولكثرة ما أخفيت، فاضت نفسي بالحقد والكره، وأصبح من السهل عليه أن يلاحظ ذلك في كل شيء؛ نظراتي وتصرفاتي وحديثي.
بدا بعد ذلك وكأنه أراد أن يعزز لدي ذلك الشعور، وكأنها لعبة أراد أن يستمتع بها. إنه الشيطان، يعمل على الجبهتين، يحرك كلانا كي يكون الاصطدام أقوى وأسرع.
وإذا كنت من أنصار المقولة الشهيرة "فتش عن المرأة" فسأذكر لك ما تريد أن تسمعه. منذ أن عرفت الحب لم يكن ليخفى عليه إعجابي بفتاة أو انجذابي نحوها. عندما أدرك أنا ذلك يدركه هو. أيضاً لم يكن ليخفى علي أنه يكون دائماً معجباً أو منجذباً نحو نفس الفتاة. وكأن سياسته كانت أن ما لا يمكننا تشاركه لا يكون لأحدنا دون الآخر. لم يخبرني هو بذلك، لكنه تفسيري لما كان يفعله، كان ينفرني من الفتاة، يلقي عليها كل أنواع القذر كيلا أقربها. حاولت كثيراً أن أتفادى اختياراته لكني لم أستطع، إنه شيءٌ
لا يمكنك التحكم فيه.
تغيرنا كثيراً. أصبح يستمتع بسيطرته علي في كل شيء، يسلب إرادتي ليحقق ذاته. وأنا أحاول أن أفلت من ذلك، لكنني لا أدري إلى أين. أصبحت أكره كل شيء نفعله سويا. عندما أتذكر ذلك الآن أتعجب كيف أصبحت - في ذلك الوقت القصير - أكره ما كنت أستمتع به. إنه الشيطان
حتى كان اليوم الذي قابلت فيه تلك الفتاة. تحدثت معها وليتني لن أفعل، ابتسمت لي وليتها لم تبتسم. اعتقدت أنها الطريق الذي سيوصلني إلى نفسي، أنها الوحيدة التي يمكنها أن تساعدني. كنت أراها أملي الوحيد. وأظنه اعتقد أنه سيخسرني إن وصلت إليها، فقد أحبها أيضاً، لم يكن ذلك ليخفى علي. اعتقد كل من أنه مقبل على المعركة الفاصلة، إما أن يكسبها أو أن يخسر إلى الأبد. إنه الشيطان.
كنا نعد الطعام، وأعرف أنه يريد أن يتحدث عنها. كنت أحدثه عن مباريات الكره، عن آخر الاخبارأي شيء ليبقى الحديث بعيداً عنها. ويلتف هو بالحديث ليفعل ما يفعله في كل مره. أفلت مني زمام الأمور لأجده يسألني "أين كنت اليوم بعد انتهاء المحاضرة الأخيرة؟"، أجبته "كنت مع صديق"، قال "وهل لديك أصدقاءٌ لا أعرفهم؟"، قلت "نعم". قال "لأكون صريحاً، لقد رأيتك مع تلك الفتاة". حينئذٍ كنت متأكداً أن ما خشيته سيحدث، قلت "فيم السؤال إذاً؟"، قال "إني أراك معها كثيراً وأردتك أن تصارحني بما يجري، لكنك لم تفعل، وأنا أتعجب لذلك الآن". لم أدر ماذا أفعل لأوقفه فصمت، واسترسل هو قائلاً "لقد كذبت لأنك تعرف أني سأجعلك تبتعد عن هذه الفتاة، إنها..."، صرخت
هل هو الشيطان حقاً؟
لماذا لم يخطئ السكين قلبه؟، لماذا لم يصطدم بأحد أضلعه؟، لماذا قتلته؟.
إن أبشع شيء يمكنك أن تفعله هو أن تنهي بيديك حياة إنسان، أن تفني بيديك إنسان. تظن عند ذلك أنك لن تندم، ثم تكتشف - متأخرا ً- أن الندم هو كل ما تملكه. تظن عند ذلك أن لديك الأسباب الكافية لقتله، ولا تجد أياً منها بعد ذلك.
كنا أصدقاءاً قبل أن تدرك عقولنا معنى الصداقة. إن كان في حياتي يوم لم يشاركني فيه فإنني لا أذكره. كان هو القائد، وأتبعه أنا في كل شيء، كنت راضياً، بل مستمتعاً بذلك. لازلت أذكر جملة أبويَّ الشهيرة "هل استأذنت قائدك؟".هكذا كانت تسير الأمور حتى انتقلنا سوياً إلى نفس الكلية، في نفس المدينة، أصبحنا وحدنا نتشارك كل شيء؛ المسكن والمال والطعام.
في هذه الفترة تمتلك حريتك التي لا يقيدها إلا الحدود التي تضعها بنفسك، في هذه الفترة تتشكل شخصيتك التي ستلازمك فيما بقي من عمرك. كنت أراه يتغير في كل شيء، وأجد نفسي - كما تعودت – أتبعه. أجد نفسي في أماكن لا أنتمي إليها، أفعل أشياءاً لا أحبها، مع أشخاص لا أود أن أعرفهم. عندئذ تبدلت مشاعري تجاهه، وكأنني لتوي أدركت أني أكون معه بلا هوية، أفعل ما يفعل حتى لو كنت أكرهه، أعارضه وأنا متيقن أن الأمر سيؤول في النهاية إلى ما أراد.
عندما أتذكر هذه المشاعر الآن أدرك أنها كانت زائفة، أدرك أيضاً أن الشيطان بدأ عمله منذ ذلك الوقت البعيد. بدأت أخفي في نفسي ما لا أبديه، وأراه مبدٍ ما لم يخفيه. لا أراه إلا مسيطراً علي، مستخفاً بي. ولكثرة ما أخفيت، فاضت نفسي بالحقد والكره، وأصبح من السهل عليه أن يلاحظ ذلك في كل شيء؛ نظراتي وتصرفاتي وحديثي.
بدا بعد ذلك وكأنه أراد أن يعزز لدي ذلك الشعور، وكأنها لعبة أراد أن يستمتع بها. إنه الشيطان، يعمل على الجبهتين، يحرك كلانا كي يكون الاصطدام أقوى وأسرع.
وإذا كنت من أنصار المقولة الشهيرة "فتش عن المرأة" فسأذكر لك ما تريد أن تسمعه. منذ أن عرفت الحب لم يكن ليخفى عليه إعجابي بفتاة أو انجذابي نحوها. عندما أدرك أنا ذلك يدركه هو. أيضاً لم يكن ليخفى علي أنه يكون دائماً معجباً أو منجذباً نحو نفس الفتاة. وكأن سياسته كانت أن ما لا يمكننا تشاركه لا يكون لأحدنا دون الآخر. لم يخبرني هو بذلك، لكنه تفسيري لما كان يفعله، كان ينفرني من الفتاة، يلقي عليها كل أنواع القذر كيلا أقربها. حاولت كثيراً أن أتفادى اختياراته لكني لم أستطع، إنه شيءٌ
لا يمكنك التحكم فيه.
تغيرنا كثيراً. أصبح يستمتع بسيطرته علي في كل شيء، يسلب إرادتي ليحقق ذاته. وأنا أحاول أن أفلت من ذلك، لكنني لا أدري إلى أين. أصبحت أكره كل شيء نفعله سويا. عندما أتذكر ذلك الآن أتعجب كيف أصبحت - في ذلك الوقت القصير - أكره ما كنت أستمتع به. إنه الشيطان
حتى كان اليوم الذي قابلت فيه تلك الفتاة. تحدثت معها وليتني لن أفعل، ابتسمت لي وليتها لم تبتسم. اعتقدت أنها الطريق الذي سيوصلني إلى نفسي، أنها الوحيدة التي يمكنها أن تساعدني. كنت أراها أملي الوحيد. وأظنه اعتقد أنه سيخسرني إن وصلت إليها، فقد أحبها أيضاً، لم يكن ذلك ليخفى علي. اعتقد كل من أنه مقبل على المعركة الفاصلة، إما أن يكسبها أو أن يخسر إلى الأبد. إنه الشيطان.
كنا نعد الطعام، وأعرف أنه يريد أن يتحدث عنها. كنت أحدثه عن مباريات الكره، عن آخر الاخبارأي شيء ليبقى الحديث بعيداً عنها. ويلتف هو بالحديث ليفعل ما يفعله في كل مره. أفلت مني زمام الأمور لأجده يسألني "أين كنت اليوم بعد انتهاء المحاضرة الأخيرة؟"، أجبته "كنت مع صديق"، قال "وهل لديك أصدقاءٌ لا أعرفهم؟"، قلت "نعم". قال "لأكون صريحاً، لقد رأيتك مع تلك الفتاة". حينئذٍ كنت متأكداً أن ما خشيته سيحدث، قلت "فيم السؤال إذاً؟"، قال "إني أراك معها كثيراً وأردتك أن تصارحني بما يجري، لكنك لم تفعل، وأنا أتعجب لذلك الآن". لم أدر ماذا أفعل لأوقفه فصمت، واسترسل هو قائلاً "لقد كذبت لأنك تعرف أني سأجعلك تبتعد عن هذه الفتاة، إنها..."، صرخت